responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 30  صفحه : 194

الإيضاح

(وَالتِّينِ) أي قسما بعصر آدم أبى البشر الأول ، وهو العهد الذي طفق فيه آدم وزوجه يخصفان عليهما من ورق الجنة.

(وَالزَّيْتُونِ) أي وقسما بعصر الزيتون عصر نوح عليه السلام وذريته حينما أهلك الله من أهلك بالطوفان ، ونجّى نوحا فى سفينته ، وبعد لأى ما جاءته بعض الطيور حاملة ورقة من هذا الشجر فاستبشر ، وعلم أن غضب الله قد سكن وأذن للأرض أن تبتلع ماءها لتعمر ويسكنها الناس ، ثم أرسى السفينة ونزل هو وأولاده وعمروا الأرض.

وقصارى ذلك ـ إن التين والزيتون يذكّران بهذين العصرين عصر آدم أبى البشر الأول ، وعصر نوح أبى البشر الثاني.

(وَطُورِ سِينِينَ) وهو تذكير بما كان عند ذلك الجبل من الآيات الباهرات التي ظهرت لموسى وقومه ، وما كان بعد ذلك من إنزال التوراة عليه ، وظهور نور التوحيد بعد أن تدنست جوانب الأرض بالوثنية ، وما زال الأنبياء بعده يدعون أقوامهم إلى التمسك بهذه الشريعة ، ثم عرضت لها البدع ، فجاء عيسى مخلّصا لها مما أصابها ، ثم أصاب قومه ما أصاب الأمم قبلهم من الاختلاف فى الدين ، حتى منّ الله على الناس بعهد النور المحمدي ، وإليه الإشارة بقوله :

(وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) الذي شرفه الله بميلاد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وكرّمه بالبيت الحرام.

وخلاصة ما سلف ـ إن الله أقسم بهذه العهود الأربعة التي كان لها أثر بارز فى تاريخ البشر ، وفيها أنقذ الناس من الظلمات إلى النور.

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 30  صفحه : 194
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست