اقتحم الشيء :
دخل فيه بشدة ، والعقبة : الطريق الوعرة فى الجبل يصعب سلوكها ، والمراد بها
مجاهدة الإنسان نفسه وهواه ومن يسوّل له فعل الشر من شياطين الإنس والجن ، وفك
الرقبة : عتقها أو المعاونة عليه ، والمسبغة : الجوع ، يقال سغب الرجل يسغب إذا
جاع ، والمقربة : القرابة فى النسب ، تقول فلان من ذوى قرابتى ومن أهل مقربتى إذا
كان قريبك نسبا ، والمتربة : الفقر ، تقول ترب الرجل إذا افتقر ، وأترب إذا كثر
ماله حتى صار كالتراب ، تواصوا بالصبر : أي نصح بعضهم بعضا به ، والميمنة : طريق
النجاة والسعادة ، والمشأمة : طريق الشقاء ، مؤصدة : أي مطبقة عليهم من آصدت الباب
، أي أغلقته ، قال :
تحنّ إلى
أجبال مكة ناقتى
ومن دونها
أبواب صنعاء موصده
المعنى
الجملي
بعد أن وبخ
سبحانه هؤلاء المرائين الذين ينفقون أموالهم طلبا للشهرة ، وحبّا فى الأحدوثة ،
وأنّبهم على افتخارهم بما صنعوا مع خلوّ بواطنهم من حسن النية ، وبين لهم أن أفضل
ما يتمتعون به من البصر والنطق والعقل المميز بين الخير والشر ، والنفع والضر هو
منه سبحانه ، وهو القادر على سلبه منهم ـ أردفه بيان أنه كان عليهم أن يشكروا تلك
النعم ، ويختاروا طريق الخير ، ويرجحوا سبيل السعادة ، فيفيضوا على الناس بشىء مما
أفاض به عليهم ، وأفضل ذلك أن يعينوا على تحرير الأرقاء من البشر ، أو يواسوا
الأيتام من أقاربهم حين العوز وعزة الطعام ، أو يطعموا المساكين الذين لا وسيلة
لهم إلى كسب ما يقيمون به أودهم لضعفهم وعجزهم ، ثم هم مع ذلك يكونون صحيحى
الإيمان ، صبورين على أذى الناس ، وعلى ما يصيبهم من المكاره فى سبيل الدعوة إلى الحق
، رحماء بعباده ، مواسين لهم حين الشدائد.