(يا أَيَّتُهَا
النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) أي يا أيتها النفس التي قد استيقنت الحق ، فلا يخالجها
شك ، ووقفت عند حدود الشرع ، فلا تزعزعها الشهوات ، ولا تضطرب بها الرغبات.
(ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ
راضِيَةً مَرْضِيَّةً) أي ارجعي إلى محل الكرامة بجوار ربك ، راضية عما عملت
فى الدنيا ، مرضيا عنك ، إذ لم تكونى ساخطة لا فى الغنى ولا فى الفقر ، ولم
تتجاوزى حدود الشرع فيما لك من حق وما عليك من واجب.
ثم ذكر جميل
عاقبتها فقال :
(فَادْخُلِي فِي
عِبادِي) أي فادخلى فى زمرة عبادى المكرمين ، وانتظمى فى سلكهم ،
وكونى فى جملتهم ، فالنفوس القدسية كالمرايا المتقابلة ، يشرق بعضها على بعض ،
وكأنها تربّى فى هذه الدنيا بالآلام وتزين بالمعارف والعلوم ، حتى إذا فارقت
الأبدان جعلت فى أماكن متقاربة ، بينها صفاء ومودة ، وحسن صلة ومحبة.
(وَادْخُلِي جَنَّتِي) فتمتعى فيها بما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر
على قلب بشر.
اللهم اجعلنا
من النفوس المطمئنة ، الراضية المرضية ، وأدخلنا فى جنتك مع المتقين ، من الأنبياء
والشهداء والصالحين ، والحمد لله رب العالمين.