المسكين ـ ليبين أن أفراد الأمة متكافلون ، وأنه يجب أن يوصى بعضهم بعضا
بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر مع التزام كلّ بفعل ما يأمر به أو ينهى عنه.
ثم بين أن
إهمالهم أمر اليتيم ، وخلوّ قلبهم من الرحمة بالمسكين لم يكونا زهدا فى لذائذ
الحياة وتخلصا من متاعبها ، وعكوفا على شئون أنفسهم ، بل جاء من محبتهم للمال فقال
:
(وَتَأْكُلُونَ
التُّراثَ أَكْلاً لَمًّا) أي إنكم تأكلون المال الذي يتركه من يتوفى منكم أكلا
شديدا ، فتحولون بينه وبين من يستحقه ، وتجمعون بين نصيبكم منه ونصيب غيركم.
(وَتُحِبُّونَ الْمالَ
حُبًّا جَمًّا) أي وتميلون إلى جمع المال ميلا شديدا ، ميراثا كان أو
غيره.
وخلاصة ذلك ـ أنتم
تؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ، إذ لو كنتم ممن غلب عليه حب الآخرة ، لا نصرفتم
عما يترك الموتى ميراثا لأيتامهم ، ولكنكم تشاركونهم فيه ، وتأخذون شيئا لا كسب
لكم فيه ، ولا مدخل لكم فى تحصيله وجمعه ، ولو كنتم ممن استحبوا الآخرة لما ضريت
نفوسكم على المال تأخذونه من حيث وجدتموه ، من حلال أو من حرام.
فهذه أدلة ترشد
إلى أنكم لستم على ما ادعيتم من صلاح وإصلاح ، وأنكم على ملة إبراهيم خليل الرحمن.