ولا تحاضون :
أي لا يأمر بعضكم بعضا ، والتراث : الميراث ، لمّا : أي شديدا ، جمّا : أي كثيرا
قال :
إن تغفر
اللهمّ تغفر جمّا
وأىّ عبد لك
لا ألمّا
المعنى
الجملي
بعد أن بين خطأ
الإنسان فيما يعتقد إذا بسط له الرزق أو قتر عليه ـ أردف ذلك زجرهم عما يرتكبون من
المنكرات ، وأبان لهم أنه لو كان غنيهم لم يعمه الطغيان ، وفقيرهم لم يطمس بصيرته
الهوان ، وكانوا على الحال التي يرتقى إليها الإنسان ـ لشعرت نفوسهم بما عسى يقع
فيه اليتيم من بؤس ، فعنوا بإكرامه فإن الذي يفقد أباه معرّض لفساد طبيعته إذا
أهملت تربيته ، ولم يهتم بما فيه العناية به ورفع منزلته ، ولو كانوا على ما
تحدثهم به أنفسهم من الصلاح لوجدوا الشفقة تحرك قلوبهم إلى التعاون على طعام
المسكين الذي لا يجد ما يقتات به مع العجز عن تحصيله ، إلى أنهم يأكلون المال الذي
يتركه من يتوفى منهم ، ويشتدون فى أكله حتى يحرموا صاحب الحق حقه ويزداد حبهم
للمال إلى غير غاية.
وصفوة القول ـ إن
شرههم فى المال ، وقرمهم إلى اللذات ، وانصرافهم إلى التمتع بها ، ثم قسوة قلوبهم
إلى ألا يألموا إلى ما تجر إليه الاستهانة بشئون اليتامى من فساد أخلاقهم ، وتعطيل
قواهم. وانتشار العدوى منهم إلى معاشريهم. فينتشر