responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 30  صفحه : 146

شرح المفردات

ابتلاه : أي اختبره ببسط الرزق وإقتاره ، فأكرمه : أي صيره مكرما يرفل فى بحبوحة النعيم ، قدر عليه رزقه : أي صيره فقيرا مقترا عليه فى الرزق ، تقول قدرت عليه الشيء : أي ضيقته عليه ، وكأنك جعلته بقدر لا يتجاوزه كما قال : «وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتاهُ اللهُ».

المعنى الجملي

بعد أن ذكر سبحانه أنه لا يفوته من شأن عباده شىء. وأنه يأخذ كل مذنب بذنبه ـ أردف ذلك ذكر شأن من شئون الإنسان ، وبين أنه لا يهتم إلا بأمور الدنيا وشهواتها ، فإذا أنعم الله عليه وأوسع له فى الرزق ظن أنه قد اصطفاه ورفعه على من سواه وجنبه منازل العقوبة ، فيذهب مع هواه ويفعل ما يشتهى ، ولا يبالى أكان ما يصنع خيرا أم شرا ، فيطغى ويفسد فى الأرض ، وإذا ضيق عليه الرزق (وقد يكون ذلك لتمحيص قلبه بالإخلاص أو لتظهر قوة صبره ، فإن الفقر لا يزيد ذوى العزائم إلا شكرا) يقول ربى قد أهاننى ، ومن أهانه الله وصغرت قيمته لديه لم يكن له عناية بعمله ، فكيف يؤاخذه بما يصدر منه من شر ، أو يكافئه على ما يصنع من خير ، فلا شكره يكافأ بإحسان ، ولا كفره يجازى بعقوبة ، فينطلق يكسب عيشه بأى وسيلة عنّت له ، ولا تحجزه شريعة ، ولا يقف أمام قانون ، ويسلك سبيل الجبارين ، ويبخس الحقوق ، ويفسد نظم المجتمع ، ولا تزال أحوال الناس هكذا كما وصف الله ؛ فأرباب السلطان يظنون أنهم فى أمن من عقاب ربهم ولا يذكرونه إلا بألسنتهم ، ولا يعرف له سلطان على قلوبهم ، والفقراء الأذلاء صغرت نفوسهم عند أنفسهم ، لا يبالون ماذا يفعلون؟

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 30  صفحه : 146
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست