(سَنَسِمُهُ عَلَى
الْخُرْطُومِ) أي سنجعل له سمة وعلامة على أنفه ؛ والمراد أنا سنبين
أمره بيانا واضحا حتى لا يخفى على أحد كما لا يخفى ذو السمة على الخرطوم.
وفى هذا إذلال
ومهانة له ، لأن السمة على الوجه شين ، فما بالك بها فى أكرم موضع ، وهو الأنف الذي
هو مكان العزّة والحميّة والأنفة ، ومن ثم قالوا : الأنف فى الأنف ، وقالوا حمى
أنفه ، وقالوا : هو شامخ العرنين ، وعلى عكسه قالوا فى الذليل :
جدع أنفه ،
ورغم أنفه ، قال جرير :
لمّا وضعت
على الفرزدق ميسمى
وعلى البعيث
جدعت أنف الأخطل
وفى التعبير
بلفظ (الخرطوم) استخفاف به ، لأنه لا يستعمل إلا فى الفيل والخنزير ، وفى استعمال
أعضاء الحيوان للانسان كالمشفر للشفة ، والظّلف للقدم دلالة على التحقير كما لا
يخفى.
والخلاصة ـ سنذله
فى الدنيا غاية الإذلال ، ونجعله ممقوتا مذموما مشهورا بالشر ، ونسمه يوم القيامة
على أنفه ، ليعرف بذلك كفره وانحطاط قدره.