جند : أي عون ،
ينصركم : أي يساعدكم فيدفع العذاب عنكم ، من دون الرحمن : أي من غيره ، فى غرور :
أي فى خداع من الشيطان الذي يغركم بأن لا عذاب ولا حساب ، أمسك رزقه : أي بإمساك
المطر وغيره من الأسباب التي ينشأ منها الرزق ، لجّوا : أي تمادوا ، فى عتوّ : أي
تكبر وعناد عن قبول الحق ، ونفور : أي إعراض وتباعد منه ، مكبّا على وجهه : أي
واقعا عليه ، سويا : أي معتدلا منتصبا ، والأفئدة : العقول واحدها فؤاد ، ذرأكم :
أي خلقكم ، الوعد : أي الحشر الموعود ، إنما العلم : أي العلم بوقته ، زلفة : أي
مزدلفا قريبا ، سيئت وجوه الذين كفروا : أي تبين فيها السوء والقبح إذ علتها
الكآبة والقترة ، ويقال : ساء الشيء يسوء إذا قبح ، تدّعون : أي تطلبونه
وتستعجلونه استهزاء وإنكارا
المعنى
الجملي
بعد أن أبان
للمشركين عجائب قدرته فيما يشاهدونه من أحوال الطير ، ووبخهم على ترك التأمل فيها
ـ أردفه بتوبيخهم على عبادتهم غيره تعالى يبتغون منه نصرا ورزقا ، منكرا عليهم ما
اعتقدوه ، مبينا لهم أنهم لا يصلون إلى ما أمّلوه ، وإلا فليبينوا هذا الناصر
والمعين والرازق إذا هو أمسك رزقه.
أما وقد وضح
الحق لذى عينين فهم فى لجاج وعناد بعد وضوح الحجة وتبين المحجة ، ثم ضرب مثلا يبين
حالى المشرك والموحّد ، فمثّل حال الأول بحال من يمشى