نزّلنا عليك
القرآن تنزيلا : أي أنزلناه عليك مفرقا منجما ، حكم ربك : هو أخير نصرك على الكفار
إلى حين ، والآثم : هو الفاجر المجاهر بالمعاصي ، والكفور : هو المشرك المجاهر
بكفره ، بكرة وأصيلا : أي أول النهار وآخره ، والمراد بذلك جميع الأوقات ، أسجد :
أي صلّ ، سبحه : أي تهجد ، وراءهم : أي أمامهم ، شددنا أسرهم : أي أحكمنا ربط
مفاصلهم بالأعصاب والعروق ، بدّلنا أمثالهم : أي أهلكناهم وبدلنا أمثالهم فى شدة
الخلق.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه أحوال الآخرة وبيّن عذاب الكفار على سبيل الاختصار وثواب المطيعين على سبيل
الاستقصاء ، إرشادا لنا إلى أن جانب الرحمة مقدم على جانب العقاب ـ أردف ذلك ذكر
أحوال الدنيا ، وقدّم أحوال الطيعين ، وهم الرسول صلى الله عليه وسلم وأمته على
أحوال المتمردين والمشركين : وقبل الخوض فيما يتعلق بالرسول من الأمر والنهى أمره
بالصبر على ما يناله من أذى قومه إزالة لوحشته ، وتقوية لقلبه ، حتى يتم فراغ قلبه
، ويشتغل بطاعة ربه وهو على أتمّ ما يكون سرورا ونشاطا.