التراقى :
العظام المكتنفة ثغرة النحر عن يمين وشمال ، واحدها ترقوة ، من راق : أي من يرقيه
وينجيه مما هو فيه على نحو ما يستشفى به الملسوع والمريض من الكلام الذي يعدّ لذلك
؛ والمراد هل من طبيب يشفى بالقول أو بالفعل ، الفراق : أي من الدنيا حبيبته ،
التفّت الساق بالساق : أي التوت عليها حين هلع الموت وقلقه ؛ والمراد أنه اشتد
عليه الخطب ، المساق : المرجع والمآب ، فلا صدّق ولا صلى : أي فلا آمن بقلبه ولا
عمل ببدنه ، يتمطى : أي يتبختر افتخارا ، أولى لك : أي ويل لك ، وهو دعاء عليه بأن
يليه ما يكره ، فأولى : أي فهو أولى بك من غيرك ، فدلت الأولى على الدعاء عليه
بقرب المكروه ، ودلت الثانية على الدعاء عليه بأن يكون أقرب إليه من غيره ، سدى :
أي مهملا لا يؤمر ولا ينهى ، ولا يكلف فى الدنيا ولا يحاسب ، نطفة : أي ماء قليلا
وجمعها نطاف ونطف ، يمنى : أي يراق ويصب فى الرحم ، علقة : أي قطعة دم جامد.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
أحوال يوم القيامة وما يرى فيها من عظيم الأهوال ، ووصف سعادة السعداء ، وشقاوة
الأشقياء بيّن أن الدنيا لها نهاية ونفاد ثم تكون مرارة الموت وآلامه ، وأن الكافر
قد أضاع الفرصة فى الدنيا ، فلا هو صدّق بأوامر دينه ولا هو أدّى فرائضه ثم أقام
الدليل على صحة البعث من وجهين :