(كُلُّ نَفْسٍ بِما
كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) أي كل نفس مرتهنة بكسبها عند الله غير مفكوكة عنه ،
كافرة كانت أو مؤمنة ، عاصية أو طائعة.
(إِلَّا أَصْحابَ
الْيَمِينِ) فإنهم فكوا رقابهم بحسن أعمالهم ، كما يخلّص الراهن
رهنه بأداء الحق الذي وجب عليه.
ثم بين مآل
أصحاب اليمين فقال :
(فِي جَنَّاتٍ
يَتَساءَلُونَ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ؟) أي هم فى غرفات الجنات يسألون المجرمين وهم فى الدركات
قائلين لهم : ما الذي أدخلكم فى سقر؟ فأجابوهم بأن هذا العذاب كان لأمور أربعة :
(١) (قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) أي لم نكن فى الدنيا من المؤمنين الذين يصلون لله ،
لأنا لم نكن نعتقد بفرضيتها.
(٢) (وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ) أي ولم نكن من المحسنين إلى خلقه الفقراء بفضل أموالنا
، المتصدقين عليهم بما تجود به نفوسنا.
(٣) (وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخائِضِينَ) أي وكنا لا نبالى بالخوض فى الباطل مع من يخوض فيه. قال
ابن زيد : نخوض مع الخائضين فى أمر محمد صلى الله عليه وسلم فنقول إنه كاذب ساحر
مجنون ، وفى أمر القرآن فنقول إنه سحر وشعر وكهانة ؛ إلى نحو أولئك من الأباطيل.