responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 29  صفحه : 130

لهم فضل طعام؟ ثم أتى مجلس قومه مع أبى جهل فقال لهم : تزعمون أن محمدا مجنون فهل رأيتموه يخنق قط؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كاهن ، فهل رأيتموه قط تكهّن؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه شاعر ، فهل رأيتموه ينطق بشعر قط؟ قالوا : اللهم لا ، قال : تزعمون أنه كذاب ، فهل جربتم عليه شيئا من الكذب؟ قالوا : اللهم لا (وكان رسول الله يسمى الأمين قبل النبوة لصدقه) ثم قالوا : (فما هو؟ قال :) ما هو إلا ساحر ، أما رأيتموه يفرّق بين الرجل وأهله وولده ومواليه ، فهو ساحر وما يقوله سحر يأثره عن مسيلمة وأهل بابل ، فارتج النادي فرحا ، وتفرقوا معجبين بقوله ، متعجبين منه ؛ فنزلت هذه الآيات».

وقد كان الوليد يسمى الوحيد ، لأنه وحيد فى قومه ، فماله كثير فيه الزرع والصّرع والتجارة ، وكان له بين مكة والطائف إبل وخيل ونعم ، وعبيد وجوار ، وله عشرة أبناء يشهدون المحافل والمجامع ، أسلم منهم ثلاثة : خالد وهشام وعمارة ، وقد بسط الله له الرزق وطال عمره مع الجاه العريض والرياسة فى قومه ، وكان يسمى ريحانة قريش.

الإيضاح

(ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً) أي خلّ بينى وبين من أخرجته من بطن أمه وحيدا لا مال له ولا ولد ، ثم بسطت له الرزق والجاه العريض ، فكفر بأنعم الله عليه.

وقال مقاتل. خلّ بينى وبينه فأنا أنفرد بهلكته.

وفى هذا وعيد شديد على تمرّده وعظيم عناده واستكباره لما أوتيه من بسطة المال والجاه ، وكان يقول : أنا الوحيد بن الوحيد ، ليس لى فى العرب نظير ، ولا لأبى نظير ، وقد تهكم الله به وبلقبه ، وصرفه عن الغرض الذي كانوا يقصدونه من مدحه والثناء عليه إلى ذمه وعيبه ، فجعله وحيدا فى الشر والخبث.

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 29  صفحه : 130
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست