المزمل : أصله
المتزمل ؛ من قولهم تزمل بثيابه إذا تلفف بها ، ورتل القرآن : أي اقرأه على تؤدة
وتمهل مع تبيين حروفه ، يقال ثغر رتل (بسكون التاء وكسرها) : إذا كان مفلجا لا
تتصل أسنانه بعضها ببعض ، سنلقى عليك : أي سنوحى إليك ، قولا ثقيلا : المراد به
القرآن لما فيه من التكاليف الشاقة على المكلفين عامة وعلى الرسول خاصة ، لأنه
يتحملها بنفسه ويبلغها إلى أمته ، ناشئة الليل : هى النفس التي تنشأ من مضجعها
للعبادة : أي تنهض وترتفع ؛ من قولهم نشأت السحابة إذا ارتفعت وطأ : أي مواطأة ؛
وموافقة من قولهم واطأت فلانا على كذا إذا وافقته عليه ومنه قوله تعالى : «لِيُواطِؤُا عِدَّةَ
ما حَرَّمَ اللهُ» أي ليوافقوا ، أقوم قليلا : أي أثبت قراءة ، لحضور القلب وهدوء الأصوات ،
سبحا طويلا : أي تقلبا وتصرفا فى مهامّ أمورك ، واشتغالا بشواغلك ، فلا تستطيع أن
تتفرغ للعبادة ، فعليكها فى الليل ، وأصل السبح : السير السريع فى الماء ، واذكر
اسم ربك : أي ودم على ذكره ليلا ونهارا ، وتبتل إليه تبتيلا : أي انقطع عن كل شىء
إلى أمر الله وطاعته ، واتخذه وكيلا : أي وفوض كل أمر إليه.
المعنى
الجملي
قال ابن عباس :
أول ما جاء جبريل النبي صلى الله عليه وسلم خافه وظن أن به مسّا من الجن ، فرجع من
الجبل مرتعدا وقال : زمّلونى زمّلونى ، فبينا هو كذلك إذ جاءه جبريل وناداه. «يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ.
قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً. نِصْفَهُ أَوِ انْقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً. أَوْ
زِدْ عَلَيْهِ» ثم أمره بترتيل القرآن وقراءته بتؤدة وتأنّ ، ثم أخبره بأنه سيلقى عليه
قرآنا فيه التكاليف الشاقة على المكلفين ، وأن النهوض للعبادة بالليل شديد الوطأة
ولكنه أقوم لقراءة القرآن لحضور القلب ، أما قراءته فى النهار فتكون مع اشتغال