وتمهيد الأمور : تسويتها وإصلاحها ، ومن كل شىء : أي ومن كل جنس من الحيوان
، زوجين : أي ذكر وأنثى ، ففروا إلى الله : أي اعتصموا بحبل الله وأقروا بوحدانيته
، إنى لكم منه نذير مبين : أي إنى لكم من عقابه منذر ومخوّف.
المعنى
الجملي
بعد أن أثبت
الحشر وأقام الأدلة على أنه كائن لا محالة ـ أرشد إلى وحدانية الله وعظيم قدرته ،
فبين أنه خلق السماء بغير عمد ، وبسط الأرض ودحاها ، لتصلح لسكنى الإنسان والحيوان
، وخلق من كل نوع من أنواع الحيوان زوجين ذكرا وأنثى ، ليستمر بقاء الأنواع إلى أن
يشاء الله فناء العالم ، ثم أمرهم أن يعتصموا بحبل الله وأنذرهم شديد عقابه ،
وحذرهم أن يجعلوا مع الله ندّا وشريكا.
الإيضاح
(وَالسَّماءَ
بَنَيْناها بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ) أي ولقد بنينا السماء ببديع قدرتنا ، وعظيم سلطاننا ،
وإنا لقادرون على ذلك لا يمسنا نصب ولا لغوب.
وفى ذلك تعريض
باليهود الذين قالوا : أن الله خلق السموات والأرض فى ستة أيام واستراح فى اليوم
السابع مستلقيا على عرشه.
(وَالْأَرْضَ
فَرَشْناها) أي ومهدنا الأرض ، وجعلناها صالحة لسكنى الإنسان
والحيوان ، وجعلنا فيها الأرزاق والأقوات ، من الحيوان والنبات وغيرهما مما يكفل
بقاءهما إلى حين ، ووضعنا فيها من المعادن فى ظاهرها وباطنها ما فيه زينة لكم ،
فتبنون المساكن من حجارتها ، وتتخذون الحلىّ من ذهبها وفضتها وأحجارها الكريمة ،
وتصنعون آلات الحرب والسفن والطائرات من حديدها ومعادنها الأخرى.