اقتربت : أي
دنت وقربت ، وانشق القمر : أي انفصل بعضه من بعض وصار فرقتين ، آية : أي دليلا على
نبوتك ، مستمر : أي مطرد دائم ، أهواءهم : أي ما زينه لهم الشيطان من الوساوس
والأوهام ، مستقر : أي منته إلى غاية يستقر عليها لا محالة ، الأنباء أخبار القرون
الماضية وما حاق بهم من العذاب جزاء تكذيبهم للرسل ، واحدها نبأ ، بالغة : أي
واصلة غاية الإحكام والإبداع ، تغنى : أي تفيد وتنفع ، والنذر : واحدهم نذير بمعنى
منذر ، فتولّ عنهم : أي لا تجادلهم ولا تحاجهم ، نكر : أي أمر تنكره النفوس إذ لا
عهد لها بمثله ، خشعا : واحدهم خاشع : أي ذليل ، والأجداث : القبور ، مهطعين : أي
مسرعين منقادين ، عسر : أي صعب شديد الهول.
المعنى
الجملي
يخبر سبحانه
باقتراب الساعة وفراغ الدنيا وانقضائها وأن الأجرام العلوية يختل نظامها على نحو
ما جاء فى قوله : (إِذَا الشَّمْسُ
كُوِّرَتْ. وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ)
روى أنس «أن النبي صلى
الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم وقد كادت الشمس تغرب ولم يبق منها إلا سفّ يسير
، فقال : والذي نفسى بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها إلا كما بقي من يومكم
هذا فيما مضى منه».
وروى أحمد عن
سهل بن سعد قال : سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول : (بعثت أنا والساعة هكذا
، وأشار بإصبعيه السبّابة والوسطى).
ثم ذكر أن
الكافرين كلما رأوا علامة من علامات نبوتك أعرضوا وكذبوا بها وقالوا إن هذا إلا
سحر منك يتلو بعضه بعضا ؛ ثم أخبر أن أمرهم سينتهى بعد حين