(١١) إنه أهلك
عادا الأولى ، وقد كانوا أول الأمم هلاكا بعد قوم نوح.
(١٢) إنه أهلك
ثمود فما أبقاهم ، بل أخذهم بذنوبهم.
(١٣) إنه أهلك
قوم نوح من قبل عاد وثمود ، وقد كانوا أظلم من الفريقين.
(١٤) إنه أهلك
المؤتفكة وهى قرى قوم لوط وقد انقلبت بأهلها ، وغطّاها بحجارة من سجيل.
الإيضاح
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
تَوَلَّى : وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى. أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى؟) أي أعلمت شأن هذا الكافر؟ وهل بلغك شأنه العجيب ، فقد
أشرف على الإيمان واتباع هدى الرسول ، فوسوس له شيطان من شياطين الإنس بألا يقبل
نصح الناصح ، ويرجع إلى دين آبائه ، ويتحمل ما عليه من وزر إذا هو أعطاه قليلا من
المال ، فقبل ذلك منه ، لكنه ما أعطاه إلا قليلا حتى امتنع من إعطائه شيئا بعد ذلك
، أفعنده علم بأمور الغيب ، فهو يعلم أن صاحبه يتحمل عنه ما يخاف من أوزاره يوم
القيامة؟.
وقصارى ذلك ـ أخبرنى
بأمر هذا الكافر وحاله العجيبة ، إذ قبل أن سواه يحمل أوزاره إذا أدّى له أجرا
معلوما ، أأنزل عليه وحي فرأى أن ما صنعه حق؟
ثم أكد هذا
الإنكار فذكر أن الشرائع التي يعرفونها على غير هذا فقال :
(أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ
بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) أي ألم يخبر بما نصت عليه التوراة ، وما ذكر فى شرائع
إبراهيم الذي وفّى بما عاهد الله عليه ، وأتم ما أمر به ، وأدى رسالته على الوجه
المرضى ، يدل على ذلك قوله : «وَإِذِ
ابْتَلى إِبْراهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِماتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قالَ إِنِّي جاعِلُكَ
لِلنَّاسِ إِماماً».