ومنه الدوالي وهى الثمر المعلق كعناقيد العنب ، والقاب مقدار ما بين المقبض
والسّية ، ولكل قوس قابان ، والعرب تقدر الأطوال بالقوس والرمح وبالذراع والباع
والخطوة والشبر والإصبع ، أو أدنى : أي أقرب من ذلك ، والمراد بالفؤاد فؤاد محمد
صلّى الله عليه وسلم ، ما رأى أي ما رآه ببصره ، أفتمارونه على ما يرى : أي أفتجادلونه
على ما يراه معاينة ، نزلة أخرى : أي مرة أخرى ، سدرة المنتهى : هى شجرة نبق قالوا
إنها فى السماء السابعة عن يمين العرش ، جنة المأوى : أي الجنة التي يأوى إليها
المتقون يوم القيامة ، يغشى : يغطى ، ما زاغ البصر : أي ما عدل عن رؤية العجائب
التي أمر برؤيتها ومسكّن منها وما مال يمينا ولا شمالا ، وما طغى : أي ما جاوز ما
أمر به ، آيات ربه الكبرى : أي عجائبه الملكية والملكوتية فى ليلة المعراج.
المعنى
الجملي
أقسم ربنا بخلق
من مخلوقاته العظيمة التي لا يعلم حقيقتها إلا هو ، وهى نجوم السماء التي تهدى
الساري فى الفلوات ، وترشده إلى البعيد من المسافات ـ إن محمدا صاحبكم نبىّ حقا ،
وما ضلّ عن طريق الرشاد ، ولا اتبع الباطل ، ولا يتكلم إلا بوحي يوحيه الله إليه ،
ويعلمه إياه جبريل شديد القوى ، ولقد رآه مرتين على صورته التي خلقه الله عليها
بأجنحته وأوصافه الملكية : مرة بغار حراء فى بدء النبوة ، وأخرى ليلة المعراج حين
عرج به إلى السماء ، ورأى من عجائب صنع الله ما رأى ، مما استطاع أن يخبركم به ،
ومما لم يستطع ذلك ، فكيف بكم تجادلونه فيما أخبركم به ، وتقولون طورا : إنه مجنون
، وطورا آخر إنه كاهن ، وطورا ثالثا إنه شاعر ، وما كل هذا بالذي ينطبق على أوصافه
، وهو صاحبكم وأنتم أعلم بحاله ، فحق عليكم أن تسمعوا قوله ، وأن تطيعوا أمره ،
فتفوزوا رضوان من ربه.