والخلاصة ـ هل
فى المرئي شك أو فى أبصاركم علل؟ لا واحد منهما بموجود ، فالذى ترونه حق.
(اصْلَوْها فَاصْبِرُوا
أَوْ لا تَصْبِرُوا سَواءٌ عَلَيْكُمْ) أي إذا لم يمكنكم إنكارها ، وتحقق أنها ليست بسحر ، ولا
خلل فى أبصاركم فاصلوها ، وفى قوله : فاصبروا أو لا تصبروا بيان لعدم الخلاص ،
وانتفاء لعدم المناص ؛ فإن من لا يصبر على شىء يحاول دفعه عنه ، إما بإبعاده عنه ،
وإما بمحقه وإزالته ؛ ولا شىء من ذلك بحاصل يوم القيامة ـ إلا أن عذاب الآخرة ليس
كعذاب الدنيا ، فإن المعذب فيها إن صبر انتفع بصبره إما بالجزاء فى الآخرة وإما
بالحمد فى الدنيا فيقال ما أشجعه ، وما أقوى قلبه ، وإن جزع ذم وقيل فيه يجزع
كالصبيان والنسوان ، وأما فى الآخرة فلا مدح ولا ثواب على الصبر.
ثم علل استواء
الصبر وعدمه بقوله :
(إِنَّما تُجْزَوْنَ ما
كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) أي إنما تستوفون جزاء أعمالكم فى الدنيا ، إن خيرا فخير
وإن شرا فشر «ولا يظلم ربّك أحدا» بل يجازى كل أحد بعمله ، وإذا كان الجزاء واقعا
حتما كان الصبر وعدمه سواء.
والخلاصة ـ إن
الجزاء محتم الوقوع ، لسبق الوعيد به فى الدنيا على ألسنة الرسل ، ولقضاء الله به
بمقتضى عدله ، فالصبر وعدمه سيان حينئذ.