responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 27  صفحه : 186

مما التزموه حق القيام ، بل ضيّعوها ، وكفروا بدين عيسى بن مريم ، فضموا إليه التثليث ودخلوا فى دين الملوك الذين غيروا وبدلوا.

وفى هذا ذم لهم من وجهين :

(١) أنهم ابتدعوا فى دين الله ما لم يأمر به.

(٢) أنهم لم يقوموا بما فرضوه على أنفسهم مما زعموا أنه قربة يقرّبهم إلى ربهم ، وقد كان ذلك كالنذر الذي يجب رعايته ، والعهد الذي يجب الوفاء به.

روى ابن أبى حاتم عن ابن مسعود قال : «قال لى رسول الله صلّى الله عليه وسلم يا ابن مسعود ، قلت : لبّيك يا رسول الله ، قال : اختلف من كان قبلنا على إحدى وسبعين فرقة ، نجا منهم ثلاث وهلك سائرهم ، فرقة من الثلاث وازت الملوك وقاتلتهم على دين الله ودين عيسى بن مريم صلوات الله عليه فقتلتهم الملوك ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك فأقاموا بين ظهرانى قومهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى بن مريم صلوات الله عليه ، فقتلتهم الملوك بالمناشير ، وفرقة لم تكن لهم طاقة بموازاة الملوك ولا بالمقام بين ظهرانى قومهم يدعونهم إلى دين الله ودين عيسى صلوات الله عليه ، فلحقوا بالبراري والجبال فترهبوا فيها فهو قول الله عز وجل «وَرَهْبانِيَّةً ابْتَدَعُوها ما كَتَبْناها عَلَيْهِمْ» الآية ، فمن آمن بي واتبعنى وصدقنى فقد رعاها حق رعايتها ، ومن لم يؤمن بي فأولئك هم الفاسقون».

(فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فاسِقُونَ) أي فآتينا الذين آمنوا منهم إيمانا صحيحا طبعت آثاره فى أعمالهم ، فزكّوا أنفسهم ، وأخبتوا لربهم ، وأدّوا فرائضه ـ أجورهم التي استحقوها كفاء ما عملوا ، وكثير منهم فسقوا عن أمر الله ، واجترحوا الشرور والآثام ، وظهر فسادهم فى البر والبحر بما كسبت أيديهم ، فكبكبوا فى النار ، وباءوا بغضب من الله ، ولهم عذاب عظيم

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 27  صفحه : 186
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست