نعمه ، ولا يضيره الإعراض عن شكره كما قال موسى عليه السلام لقومه : «إِنْ تَكْفُرُوا
أَنْتُمْ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً فَإِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ».
البينات :
المعجزات والحجج ، والكتاب : أي كتب التشريع ، والميزان : العدل ، والقسط : الحق ،
وأنزلنا الحديد : أي خلقناه ، والبأس : القوة ، وليعلم الله : أي ليعلمه علم
مشاهدة ووجود فى الخارج.
الإيضاح
(لَقَدْ أَرْسَلْنا
رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ
النَّاسُ بِالْقِسْطِ) أي ولقد أرسلنا الأنبياء إلى أممهم ومعهم البراهين
الدالة على صدقهم ، المؤيدة لبعثهم من عند ربهم ، ومعهم كتب الشرائع التي فيها
هداية البشر وصلاحهم فى دينهم ودنياهم ، وأمرناهم بالعدل ليعملوا به فيما بينهم ،
ولا يظلم بعضهم بعضا.
ولما كان الناس
فريقين فريقا يقوده العلم والحكمة ، وفريقا يقوده السيف والعصا ، ولما كان ما يزع
السلطان أكثر مما يزع القرآن ، وكان العدل والقانون لا بد له من حام يحميه وهو
الدولة والملك وأعوانه والجند ، وهؤلاء لا بد لهم من عدّة يحمون بها القانون
والعدل فى داخل البلاد وفى خارجها أعقب هذا بقوله :