responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 27  صفحه : 178

(وَفِي الْآخِرَةِ عَذابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللهِ وَرِضْوانٌ) أي وفى الآخرة إما عذاب شديد دائم لمن انهمك فى لذاتها ، وأعرض عن صالح الأعمال ، ودسّى نفسه بالشرك والآثام ، وإما مغفرة من الله ورضوان من لدنه لمن زكّى نفسه وأخبت لربه وأناب إليه :

قدّم لرجلك قبل الخطو موضعها

فمن علا زلقا عن غرّة زلجا

(وَمَا الْحَياةُ الدُّنْيا إِلَّا مَتاعُ الْغُرُورِ) أي وما هذه الحياة الدنيا إلا متاع فان زائل خادع ، من ركن إليه ، واغترّ به وأعجبه ، حتى اعتقد أن لا دار سواها ، ولا معاد وراءها.

ولما أبان أن الآخرة قريبة ، وفيها العذاب الأليم ، والنعيم المقيم ـ حث على المبادرة إلى فعل الخيرات فقال :

(سابِقُوا إِلى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُها كَعَرْضِ السَّماءِ وَالْأَرْضِ) أي سابقوا أقرانكم فى مضمار الأعمال الصالحة ، وأدّوا ما كلفتم به من أوامر الشريعة ، واتركوا نواهيها ـ يدخلكم ربكم بما قدّمتم لأنفسكم ، جنة سعتها كسعة السموات والأرض.

ثم بين المستحقين لها فقال :

(أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ) أي هيئت للذين اعترفوا بوحدانية الله وصدقوا رسله.

ثم بين أن هذا فضل منه ورحمة فقال :

(ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ) أي هذا الذي أعده الله لهم هو من فضله ورحمته ومنته عليهم.

وفى الصحيح «أن فقراء المهاجرين قالوا : يا رسول الله ، ذهب أهل الدّثور (الأموال) بالأجور ، والدرجات العلى ، والنعيم المقيم ، قال وما ذاك؟ قالوا يصلون كما نصلى ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ، قال :

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 27  صفحه : 178
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست