(فِيهِما عَيْنانِ
نَضَّاخَتانِ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) النضح كالرش فهو دون الجري ، ومن ثم قال البراء بن عازب
فيما أخرجه عنه ابن المنذر وابن أبى حاتم : «العينان اللتان تجريان خير من
النضاختين».
أي فيهما عينان
تفوران بالماء. وقال مجاهد : نضاختان بالخير والبركة.
(فِيهِما فاكِهَةٌ
وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) خص النخل والرمان مع دخولهما فى الفاكهة ، تنبيها إلى
ما لهما من ميزة عن غيرهما من الفواكه ، لأنهما يوجدان فى الخريف والشتاء ،
ولأنهما فاكهة وإدام ، وقد جاء مثل هذا فى قوله تعالى : «حافِظُوا عَلَى
الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى» وقوله : «وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ
وَمِيكالَ».
(فِيهِنَّ خَيْراتٌ
حِسانٌ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي فى تلك الجنات نساء خيّرات الأخلاق ، حسان الوجوه.
روى الحسن عن
أمه عن أم سلمة قالت : «قلت لرسول الله صلّى الله عليه وسلم :
يا رسول الله
أخبرنى عن قوله تعالى خيرات حسان؟ قال : خيّرات الأخلاق حسان الوجوه».
وقال الرازي :
فى باطنهن الخير ، وفى ظاهرهن الحسن. وروى أن الحور يغنّين :
نحن الخيّرات
الحسان ، خلقن لأزواج كرام.
(حُورٌ مَقْصُوراتٌ فِي
الْخِيامِ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي وهؤلاء الخيّرات الحسان واسعات العيون مع صفاء
البياض حول السواد ، محبوسات فى الحجال ، فلسن بطوّافات فى الطرقات ، والعرب
يمدحون النساء الملازمات للبيوت للدلالة على شدة الصيانة.
(لَمْ يَطْمِثْهُنَّ
إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ. فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) تقدم الكلام فى نظيره قبل.