انشقت : تصدعت
، وردة : أي كالوردة فى الحمرة ، والدهان : ما يدهن به : أي كانت مذابة كالدهان ،
والسيما : العلامة ، والنواصي : واحدها ناصية وهى مقدم الرأس ، والأقدام : واحدها
قدم ، وهى قدم الرجل المعروفة ، والحميم : الماء الحارّ ، وآن : أي متناه فى
الحرارة لا يستطاع شر به من شدة حرارته.
المعنى
الجملي
بعد أن عدد عزت
قدرته نعماءه على عباده ، وما يجب من شكرهم عليها ، ثم أرشدهم إلى أن هذه النعم لا
بقاء لها ولا ثبات ، ثم ذكر أن الناس محاسبون على الصغير والكبير من أعمالهم ،
وسيلقون الجزاء عليها ، ولا مهرب حينئذ منها ، ولا نصير لهم ينقذهم مما سيحل بهم
من العذاب ـ ذكر هنا أنه إذا جاء ذلك اليوم اختل نظام العالم ، فتتصدع السموات ،
ويحمر لونها ، وتصير مذابة غير متماسكة ، كالزيت ونحوه مما يدّهن به ، ويكون
للمجرمين حينئذ علامات يمتازون بها عن سواهم ، فيتعرفهم الرائي لهم دون حاجة إلى
سؤال نكالا وخزيا لهم ، ثم يجرّون إلى جهنم من نواصيهم وأرجلهم ، ويقال لهم توبيخا
وتقريعا : هذه جهنم التي كنتم تكذبون بها ، وينتقل بهم من جهنم إلى ماء حار كالمهل
يشوى الوجوه ؛ ومن عذاب إلى ما هو أشد منه.
الإيضاح
(فَإِذَا انْشَقَّتِ
السَّماءُ فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ) أي فإذا جاء يوم القيامة تصدعت السموات واختلت نظمها ،
وتبعثرت أجرامها وكواكبها عن مداراتها ، واحمر لونها وأذيبت حتى صارت كأنها الزيت
ونحوه مما يدّهن به.