فان : أي هالك
، وجه ربك : أي ذاته ، ذو الجلال والإكرام : أي ذو العظمة والكبرياء ، يسأله من فى
السموات والأرض : أي يطلبون منه ما يحتاجون إليه فى ذواتهم حدوثا وبقاء وفى سائر أحوالهم
بلسان المقال أو بلسان الحال ، هو فى شأن : أي فى أمر من الأمور ، فيحدث أشخاصا
ويجدد أحوالا.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
النعم التي أنعم بها على عباده فى البر والبحر ، فى السماء والأرض ردف ذلك بيان أن
هذه النعم تفنى ولا تبقى ، فكل شىء يفنى إلا ذاته تعالى ، وكل من فى الوجود مفتقر
إليه ، فهو المدبر أمره ، والمتصرف فيه ، فهو يحيى قوما ويميت آخرين ، ويرفع قوما
ويخفض آخرين.
الإيضاح
(كُلُّ مَنْ عَلَيْها
فانٍ. وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ) أي إن جميع أهل الأرض يذهبون ويموتون ، وكذلك أهل السموات
، ولا يبقى سوى وجه ربك الكريم ، فإنه الحي الذي لا يموت أبدا.
قال قتادة :
أنبأ بما خلق ، ثم أنبأ أن ذلك كله فان ، وقد ورد فى الدعاء المأثور يا حى يا
قيّوم ، يا بديع السموات والأرض ، يا ذا الجلال والإكرام ، لا إله إلا أنت ،