responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 27  صفحه : 112

(وَخَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ) أي وخلق الجن من النار الصافية المختلط بعضها ببعض ، فمن لهب أصفر إلى أحمر إلى مشوب بالخضرة ، فكما أن الإنسان من عناصر مختلفات ، فالجانّ من أنواع من اللهب مختلطات.

ولقد أظهر الكشف الحديث أن الضوء مركب من ألوان سبعة ، ولفظ (المارج) يشير إلى ذلك ، وإلى أن اللهب مضطرب دائما.

(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) مما أفاض عليكما فى تضاعيف خلقكما من سوابغ النعم.

روى نافع عن ابن عمر قال : «إن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قرأ سورة الرحمن أو قرئت عنده فقال : مالى أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم؟ قالوا وما ذاك يا رسول الله؟ قال ما أتيت على قول الله (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) إلا قالت الجن : لا بشىء من نعمة ربنا نكذب».

ولما فرغ من إيضاح خلق الإنسان شرع يوضح خلق الشمس والقمر بحسبان قال :

(رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ) أي رب مشرقى الصيف والشتاء ومغربيهما ، اللذين يترتب عليهما تقلب الفصول الأربعة ، وتقلب الهواء وتنوعه ، وما يلى ذلك من الأمطار والشجر والنبات والأنهار الجاريات.

(فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) أي فبأى نعمة من هذه النعم تكذبان؟ أفتنكران الأمطار وفوائدها؟ أم تنكران ما لاختلاف الفصول من منافع ، فبها تختلف صنوف المزروعات من صيفية إلى شتوية ، أم تنكران ما لاختلاف الأجواء من مزايا فى تنظيم مزاج الإنسان والحيوان.

ولما ذكر نعمه التي تترى على عباده فى البر أعقبها بنعمه عليهم فى البحر فقال :

(مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ. بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ) أي أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين لا يبغى أحدهما على الآخر ، فلا الملح يطغى على العذب فيجعله ملحا ، ولا العذب يجعل البحر الملح مثله ، فقد حجز بينهما ربهما بحاجز من

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 27  صفحه : 112
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست