(٧) أنه أوجد
الأرض وما فيها من نخل وفاكهة وحب ذى عصف وريحان.
الإيضاح
(الرَّحْمنُ عَلَّمَ
الْقُرْآنَ) أي الله سبحانه علم محمدا صلى الله عليه وسلم القرآن ،
ومحمد علمه أمته.
وهذه الآية
نزلت جوابا لأهل مكة حين قالوا : «إِنَّما
يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ».
ولما كانت هذه
السورة لتعديد نعمه التي أنعم بها على عباده ـ قدّم النعمة التي هى أجلّها قدرا
وأكثرها نفعا ، وأتمها فائدة ، وهى نعمة تعليم القرآن الكريم ، فباتباعه تكون
سعادة الدارين ، وبالسير على نهجه تنال الرغائب فيهما وهو سنام الكتب السماوية ،
وقد نزل على خير البرية.
ثم امتنّ بعد
هذه النعم بنعمة الخلق التي هى مناط كل الأمور ومرجع جميع الأشياء فقال :
(خَلَقَ الْإِنْسانَ
عَلَّمَهُ الْبَيانَ) أي خلق هذا الجنس وعلمه التعبير عما يختلج بخاطره ويدور
بخلده ، ولو لا ذلك ما علم محمد القرآن لأمته.
ولما كان
الإنسان مدنيا بطبعه لا يعيش إلا مجتمعا بسواه ـ كان لا بد له من لغة يتفاهم بها
مع سواه من أبناء جنسه ويكتب إليه فى الأقطار النائية ، والبلاد النازحة ، ويحفظ
علوم السلف ، لينتفع بها الخلف ، ويزيد فيها اللاحق ، على ما فعل السابق.
وهذه منة روحية
كبرى لا تعدلها منة أخرى فى هذه الحياة ، ومن ثم قدمها على النعم الأخرى الآتية.
وقد بدأ أوّلا
بما يتعلّم وهو القرآن الذي به السعادة ، ثم ثنى بالتعلم ، ثم ثلث بطريق التعلم
وكيفيته ، ثم انتقل إلى ذكر الأجرام العلوية التي ينتفع بها الناس فى معاشهم فقال
: