(وَاللهُ عَلِيمٌ
حَكِيمٌ) أي والله عليم بمن يستحق الهداية ، ومن يستحق الغواية ،
حكيم فى تدبير شئون خلقه وصرفهم فيما شاء من قضائه.
والخلاصة ـ إن
رسول الله بين أظهركم وهو أعلم بمصالحكم ، لو أطاعكم فى جميع ما تختارونه لأدّى
ذلك إلى عنتكم ووقوعكم فى مهاوى الردى ، ولكنّ بعضا منكم حبّب إليهم الإيمان فى
قلوبهم ، وكرّه إليهم الكفر والفسوق والعصيان ، وأولئك هم الذين أصابوا الحق ،
وسلكوا سبيل الرشاد.
الطائفة :
الجماعة أقل من الفرقة بدليل قوله : «فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ
طائِفَةٌ» فأصلحوا
بينهما : أي فكفوهما عن القتال بالنصيحة أو بالتهديد والتعذيب ، بغت : أي تعدّت
وجارت ، تفيء : أي ترجع ، وأمر الله : هو الصلح ، لأنه مأمور به فى قوله : «وَأَصْلِحُوا ذاتَ
بَيْنِكُمْ» فأصلحوا بينهما بالعدل : أي بإزالة آثار القتال بضمان المتلفات بحيث يكون
الحكم عادلا حتى لا يؤدى النزاع إلى الاقتتال مرة أخرى ، وأقسطوا : أي واعدلوا فى
كل شأن من شئونكم وأصل الإقساط : إزالة القسط (بالفتح) وهو الجور ، والقاسط :
الجائز كما قال : «وَأَمَّا
الْقاسِطُونَ فَكانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً»