لا يسأم : أي
لا يملّ ، والخير : المال والصحة والعزة والسلطان ونحوهما ، والشر : الفقر والمرض
ونحوهما ، واليأس : انقطاع الرجاء من حصول الخير ، والقنوط : (بالفتح) من اتصف
بالقنوط (بالضم) وهو ظهور أثر اليأس على الإنسان من المذلة والانكسار ، والرحمة
هنا : الصحة وسعة العيش ، والضراء : المرض وضيق العيش ونحوهما ، هذا لى : أي هذا
ما استحقه لما لى من الفضل والعمل ، والحسنى : الكرامة ، والغليظ هنا : الكثير ،
نأى بجانبه : أي تكبر واختال ، وعريض : أي كثير مستمر ؛ يقولون أطال فى الكلام ،
وأعرض فى الدعاء : إذا أكثر.
المعنى
الجملي
بعد أن أبان
سبحانه حال الكافرين فى الآخرة ، وذكر أنهم حينئذ يتبرءون من الشركاء بعد أن كانوا
معترفين بهم فى الدنيا ـ أردف ذلك بيان أن الإنسان متبدّل الأحوال ، متغير الأطوار
، إن أحسّ بخير وقدرة انتفخت أوداجه وصعّر خديه ومشى الخيلاء ، وإن أصابته محنة
وبلاء تطامن واستكان ويئس من الفرج ، وهذا دليل على شدة حرصه على الجمع ، وشدة
جزعه من الفقد ، إلى ما فيه من طيش يتولد عنه إعجابه واستكباره حين النعمة ،
وتطامنه حين زوالها ، وذلك مما يومىء بشغله بالنعمة عن