بالإحسان ، الحميد : أي المستحق للحمد على نعمه ، بث : نشر وفرّق ، والدابة
: كل ماله دبيب وحركة ، على جمعهم : أي حين الحشر والحساب : بمعجزين : أي بجاعلين
الله تعالى عاجزا بالهرب منه ، والجواري : أي السفن الجارية ، والأعلام : واحدها
علم : وهو الجبل ، قالت الخنساء فى رثاء أخيها صخر :
وإن صخرا
لتأتمّ الهداة به
كأنه علم فى
رأسه نار
يسكن الريح :
أي يجعلها ساكنة لا تموج ، رواكد : أي ثوابت ، والصبار : كثير الصبر وهو حبس النفس
حين الشدائد عن الجزع وعن التوجه إلى من لا ينبغى التوجه إليه ، وشكور : أي كثير
الشكر للنعم ، يوبقهن : أي يهلكهن ؛ يقال للمجرم أوبقته ذنوبه : أي أهلكته ، محيص
: أي مهرب ومخلص.
المعنى
الجملي
بعد أن بين
سبحانه فيما سلف أنه يجيب دعاء المؤمنين إذا هم أنابوا إليه وأخبتوا ذكر هنا أنه
لا يعظيهم كل ما يطلبون من الأرزاق ، بل ينزلها بقدر بحسب ما يعلم من مصلحتهم ،
فإن كثرة الرزق تجعل الناس يتجبرون ويتكبرون ، والله هو الخبير بما يصلح حالهم من
فقر وغنى.
قال خبّاب بن
الأرت : فينا نزلت هذه الآية ، نظرنا إلى أموال بنى قريظة والنضير وبنى قينقاع
فتمنيناها.
ثم أعقب هذا
بأنهم إذا احتاجوا إلى الرزق لا يمنعه منهم وهو المتولى أمورهم بإحسانه ، المحمود
على ما يوصل للخلق من صنوف الرحمة ، ثم أقام الأدلة على ألوهيته يخلقه للسموات
والأرض وما فيهما من الحيوان ، ثم جمعهم للحساب يوم القيامة ، ثم ذكر أن ما يصيب
الإنسان من نكبات الدنيا من الأمراض والأسقام والفقر والغنى فيكسب الإنسان
واختياره كما دلت على صدق ذلك التجارب ، ثم أعقب ذلك بآية أخرى على