عليه ، وتقتير على من يقتر عليه ، ومن الذي يصلحه البسط فى الرزق ، ومن
الذي يفسده ، ومن الذي يصلحه التقتير ، ومن الذي يفسده ، لا يخفى عليه شىء من ذلك
، فيفعل كل ذلك على مقتضى حكمته الكاملة ، وقدرته الواسعة ، وعلمه المحيط.
أقيموا الدين :
أي حافظوا عليه ، ولا تخلّوا بشىء من مقوّماته ، والمراد بالدين دين الإسلام ، وهو
توحيد الله وطاعته ، والإيمان برسله ، واليوم الآخر ، وسائر ما يكون به العبد
مؤمنا ، ولا تتفرقوا فيه : أي ولا تختلفوا فيه ، فتأتوا ببعض وتتركوا بعضا ، كبر :
أي عظم وشق عليهم ، يجتبى : أي يصطفى ، ينيب : أي يرجع ، والبغي : الظلم ومجاوزة
الحد فى كل شىء ، لقضى بينهم : أي باستئصال المبطلين حين تفرقوا.
المعنى
الجملي
بعد أن عظم
وحيه إلى رسوله صلّى الله عليه وسلّم ، وأبان ماله من كبير الخطر حين نسبه إليه
تعالى ، وأنه صادر من عزيز حكيم لا يوحى إلا بما فيه مصلحة البشر ومنفعتهم