«إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ
بَعِيداً وَنَراهُ قَرِيباً» أي يرون وقوعه بعيدا والمؤمنون يرونه قريبا ، وما دعاهم إلى ذلك إلا
جهلهم وقصر نظرهم ، لا لأن فيه شائبة ريب.
جاثية : أي
باركة على الركب مستوفزة ، وهى هيئة المذنب الخائف المنتظر ما يكره ، إلى كتابها :
أي إلى صحيفة أعمالها التي كتبها الحفظة لتحاسب على ما قيّد فيها ، ينطق :
أي يشهد ،
نستنسخ : أي نجعل الملائكة تكتب وتنسخ.
المعنى
الجملي
بعد أن أثبت
فيما سلف أنه تعالى قادر على الإحياء مرة ثانية كما قدر على ذلك فى المرة الأولى ـ
ذكر هنا دليلا آخر على ذلك ، وهو أنه تعالى مالك الكون كله ، فهو قادر على التصرف
فيه بالإحياء فى الإعادة كما أحياه فى البدء ، ثم ذكر من أهوال هذا اليوم أن كل
أمة تجثو على ركبها وتجلس جلسة المخاصم بين يدى الحاكم ينتظر القضاء ، وكل أمة
تدعى إلى صحيفة أعمالها التي كتبتها الحفظة لتحاسب عليها ، ويقال لهم : اليوم
تجزون ما كنتم تعملون ، ولا شاهد عليكم أصدق من كتابكم ، فهو صورة أعمالكم قد
كتبتها الملائكة فى دنياكم.