(إِنَّ الْمُتَّقِينَ
فِي مَقامٍ أَمِينٍ) أي إن المتقين لله فى الدنيا الخائفين عقابه ،
المنتظرين فضله وثوابه ـ يكونون فى الآخرة فى مجالس يأمنون فيها من الموت ومن كل
ما يحزنهم ويصيبهم من الآفات والآلام.
وقد ذكر سبحانه
من ضروب نعيمهم خمسة ألوان :
(١) مساكنهم
كما قال «فِي مَقامٍ
أَمِينٍ. فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ» والمسكن يطيب بأمرين :
(ا) أن يكون من
فيه آمنا من جميع ما يخافه ويحذر منه ، وهو المقام الأمين.
(ب) أن يكون
فيه أسباب النزهة من الجنات والعيون ، وذلك قوله : «فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ».
(٢) ملابسهم ،
وهى التي عناها سبحانه بقوله :
(يَلْبَسُونَ مِنْ
سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ) وقد تقدم بسط الكلام فى ذلك فى سورة الكهف.
(٣) استئناس
بعضهم ببعض بجلوسهم على جهة التقابل ، وهو ما أشار إليه بقوله :
(مُتَقابِلِينَ) أي ينظر بعضهم إلى بعض ، وهو أتمّ للأنس.
(٤) الأزواج
كما قال :
(كَذلِكَ
وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) أي وهذا العطاء مع ما قد منحناهم من الزوجات الحور
العين اللاتي لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جانّ.
(٥) المأكول
كما قال :
(يَدْعُونَ فِيها
بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ) أي يطلبون ما يشتهون من أنواع الفاكهة ، وهم آمنون من
انقطاعها ، ومن غائلة أذاها ومكروهها ، فهى ليست كفاكهة الدنيا التي نأكلها ونخاف
مكروه عاقبتها ، أو نخاف نفادها فى بعض الأحايين.