لاعبين : أي
عابثين ، بالحق : أي بسبب الحق وهو الإيمان بالله والطاعة له ، يوم الفصل : هو يوم
القيامة ، سمى بذلك لأنه يفصل فيه بين الحق والباطل ، ميقاتهم : أي وقت موعدهم ،
يغنى : أي ينفع ، مولى : أي ابن عم أو حليف.
الإيضاح
(وَما خَلَقْنَا
السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ) أي وما خلقنا الخلق عبثا بأن نوجدهم ثم نفنيهم بغير
امتحان بطاعتنا ، واتباع أمرنا ونهينا ، وبغير مجازاة للمطيع على طاعته ، والعاصي
على معصيته ، بل خلقناهم لنبتلى من أردنا امتحانه منهم بما شئنا ، ولنجزى الذين
أساءوا بما عملوا ، ونجزى الذين أحسنوا بالحسنى.
وقد سبق نحو
هذا فى سورة «يونس» وسورة «المؤمنون» حيث قال : «أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّما خَلَقْناكُمْ عَبَثاً
وَأَنَّكُمْ إِلَيْنا لا تُرْجَعُونَ» وفى سورة ص إذ قال : (وَما خَلَقْنَا
السَّماءَ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما باطِلاً ذلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ)».
(ما خَلَقْناهُما
إِلَّا بِالْحَقِّ) أي ما خلقناهما إلا خلقا ملتبسا بالحق ، وهو الدلالة
بهما على وحدانية الخالق لهما ، ووجوب طاعته ، والإنابة إليه ، لعظمته وجبروته