لا إثم على
أزواج النبي صلّى الله عليه وسلم في ترك الحجاب حين دخول آبائهن ، سواء أكان الأب
أبا من النسب أم من الرضاع ، أو أبنائهن نسبا أو رضاعا ، أو إخوانهن أو أبناء
إخوانهن أو أبناء أخواتهن ، أو النساء المسلمات القربى منهن والبعدى ، أو ما ملكت
أيمانهن من العبيد ، لما في الاحتجاب عنهن من المشقة ، لأنهم يقومون بالخدمة
عليهن.
واخشين الله في
السر والعلن ؛ فإنه شهيد على كل شىء ، لا تخفى عليه خافية ، وهو يجازى على العمل
خيرا أو شرا.
والخلاصة ـ إن
الله شاهد عليكم عند اختلاء بعضكم ببعض ، فخلوتكم مثل ملئكم ، فاتقوه فيما تأتون
وما تذرون.
بعد أن ذكر
وجوب احترام النبي حال خلوته بقوله : «لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ
يُؤْذَنَ لَكُمْ» أردف ذلك بيان ماله من احترام في الملإ الأعلى بقوله : «إِنَّ اللهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ» وفي الملإ الأدنى بقوله : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا
عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً».
الإيضاح
(إِنَّ اللهَ
وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ) الصلاة من الله الرحمة ، ومن الملائكة الاستغفار ،
فالمعنى كما قال ابن عباس : إن الله يرحم النبي ، والملائكة يدعون له ويطلبون له
المغفرة.