responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 22  صفحه : 31

حينئذ أظهر ، وجاء في الأثر «النظر سهم مسموم من سهام إبليس» وقال الشاعر :

والمرء مادام ذاعين يقلّبها

فى أعين العين موقوف على الخطر

يسرّ مقلته ما ساء مهجته

لا مرحبا بانتفاع جاء بالضرر

ولما ذكر ما ينبغى من الآداب حين دخول بيت الرسول أكده بما يحملهم على ملاطفته وحسن معاملته بقوله :

(وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ) أي وما كان ينبغى لكم أن تفعلوا فى حياته صلّى الله عليه وسلم فعلا يتأذى به ويكرهه كاللبث والاستئناس للحديث الذي كنتم تفعلونه ، فإن الرسول يسعى لخيركم ومنفعتكم في دنياكم وآخرتكم ، فعليكم أن تقابلوا بالحسنى كفاء جليل أعماله.

ولما كان صلّى الله عليه وسلم قد قصر عليهن قصرهن الله عليه بقوله :

(وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً) أي ولا تنكحوا أزواجه أبدا من بعد مفارقتهن بموت أو طلاق ، زيادة في شرفه ، وإظهارا لعظمته وجلاله ، ولأنهن أمهات المؤمنين ، والمرء لا يتزوج أمه.

ثم بين السبب فيما تقدم بقوله :

(إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً) أي إن ذلك الإيذاء وزواج نسائه من بعده أمر عظيم ، وخطب جلل ، لا يقدر قدره غير الله تعالى.

ولا يخفى ما في هذا من شديد الوعيد وعظيم التهديد على هذا العمل ـ إلى ما فيه من تعظيم شأن الرسول وإيجاب حرمته حيا وميتا.

ثم بالغ في الوعيد وزاد في التهديد بقوله :

(إِنْ تُبْدُوا شَيْئاً أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللهَ كانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً) أي إن ما تكنّه ضمائركم ، وتنطوى عليه سرائركم ، فالله يعلمه ، إذ لا تخفى عليه خافية «يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ» ثم يجازيكم بما صدر منكم من المعاصي البادية والخافية.

والكلام وإن كان عاما بظاهره فالمقصود ما يتعلق بزوجاته عليه الصلاة والسلام.

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 22  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست