المعدود ، وعدّة المرأة : الأيام التي بانقضائها يحل بها التزوج ، فمتعوهن
: أي أعطوهن المتعة ، وهى قميص وخمار (ما تغطى به المرأة رأسها) وملحفة (ما تلتحف
به من قرنها إلى قدمها ـ ملاية) سرحوهن : أي أخرجوهن من منازلكم ، سراحا جميلا :
أي إخراجا مشتملا على ليّن الكلام خاليا من الأذى.
المعنى
الجملي
أدب الله نبيه
بمكارم الأخلاق بقوله : يا أيها النبي اتق الله ، وثنى بتذكيره بحسن معاملة أزواجه
بقوله : يا أيها النبي قل لأزواجك ، وثلث بذكر معاملته لأمته بقوله :
يا أيها النبي
إنا أرسلناك شاهدا ، وكان كلما ذكر للنبى مكرمة ، وعلمه أدبا ذكر للمؤمنين ما
يناسبه ، فأرشد المؤمنين فيما يتعلق بجانبه تعالى بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللهَ
ذِكْراً كَثِيراً) ، وفيما يتعلق بما تحت أيديهم من الزوجات بقوله : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نَكَحْتُمُ
الْمُؤْمِناتِ) ، وفيما يتعلق بمعاملتهم لنبيهم بقوله (لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِ) إلخ ، وقوله :
أي يا أيها
الذين آمنوا إذا عقدتم على المؤمنات وتزوجتموهن ثم طلقتموهن من قبل المسيس ، فلا
عدّة لكم عليهن بأيام يتربصن بها تستوفون عددها ، ولكن اكسوهن كسوة تليق بحالهن
إذا خرجن وانتقلن من بيت إلى آخر ، ويختلف ذلك باختلاف البيئة والبلد الذي تعيش
فيه المرأة ، وأخرجوهن إخراجا جميلا ، فهيئوا لهن من المركب والزاد وجميل المعاملة
ما تقرّ به أعينهن ويسرّ به أهلوهن ، ليكون فى ذلك بعض السلوة مما لحقهن من أذى
بقطع العشرة التي كنّ ينتظرن دوامها ، ومن الخروج من بيوت كن يرجون أن تكون هى
المقام إلى أن يلاقين ربهن أو تموت عنهن بعولتهن.
روى البخاري عن
سهل بن سعد وأبى أسيد رضى الله عنهما قالا : «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم
تزوج أميمة بنت شراحيل ، فلما أن دخلت عليه بسط يده إليها ،