وقد استبان مما
تقدم أنهم لا يخرجون منها ، ومن ثم قال :
(فَذُوقُوا فَما
لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ) أي فذوقوا عذاب النار جزاء مخالفتكم للأنبياء فى حياتكم
الدنيا ، ولن تجدوا لكم ناصرا ينقذكم مما أنتم فيه من العذاب والسلاسل والأغلال.
ذات الصدور :
هى المعتقدات والظنون التي في النفوس ، والخلائف : واحدهم خليفة ، وهو الذي يقوم
بما كان قائما به سلفه ، مقتا : أي بغضا واحتقارا ، خسارا : أي خسارة ، فالعمر
كرأس مال إذا اشترى به صاحبه رضا الله ربح ، وإذا اشترى به سخطه خسر.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
فيما سلف أنه ليس للظالمين من ينصرهم ويدفع العذاب عنهم ـ أردف ذلك بيان أنه محيط
بالأشياء علما ، فلو كان لهم نصير في وقت ما لعلمه.
إلى أنه تعالى
لما نفى النصير على سبيل الاستمرار ، وكان ذلك مظنة أن يقال كيف يخلّدون في العذاب
وقد ظلموا في أيام معدودات ـ أعقب ذلك بذكر أنه عليم بما انطوت عليه ضمائرهم ،
وأنهم صمّموا على ما هم فيه من الضلال والكفر إلى الأبد ، فمهما طالت أعمارهم فلن
تتغير حالهم.