وأهلّ القوم بالحج إذا رفعوا أصواتهم بالتلبية ، والمواقيت : واحدها ميقات
وهو ما يعرف به الوقت وهو الزمن المقدّر المعين.
المعنى
الجملي
كان الكلام في
الآيات السابقة في بيان حكم الصيام وذكر شهر رمضان ، فناسب ذلك ذكر الأهلة ، لأن
الصوم والإفطار مقرونان برؤية الهلال كما
جاء في الحديث
: «صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته».
أخرج أبو نعيم
وابن عساكر عن أبي صالح عن ابن عباس أن معاذ بن جبل وثعلبة ابن غنيمة قالا : يا
رسول الله ، ما بال الهلال يبدو دقيقا مثل الخيط ثم يزيد حتى يعظم ويستوى ويستدير
، ثم لا يزال ينقص ويدق حتى يعود كما كان ، لا يكون على حال فنزلت الآية.
الإيضاح
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ
الْأَهِلَّةِ ، قُلْ هِيَ مَواقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) أي يسألونك عن حكمة اختلاف الأهلة وفائدته ، فأجبهم
بأنها معالم للناس يوقتون بها أمورهم الدنيوية ، فيعلمون أوقات زروعهم ومتاجرهم ،
وآجال عقودهم في المعاملات ، ومعالم للعبادات المؤقتة ، فيعرفون بها أوقاتها
كالصيام والإفطار ولا سيما الحج فإن الوقت مراعى فيه أداء وقضاء ، ولو كان الهلال
ملازما حالا واحدة لم يتيسر التوقيت به.
والتوقيت
بالأهلة يسهل على العالم بالحساب والجاهل به ، وعلى أهل البدو والحضر ، والتوقيت
بالسنة الشمسية لا يصلح إلا للحاسبين ، وهؤلاء لم يقدروا على ضبطها إلا بعد ارتقاء
العلوم بأزمان طوال.
والعلوم التي
نحتاج إليها في حياتنا على ضروب :
(١) ما لا حاجة
لنا فيه إلى أستاذ كالمحسوسات والوجدانات.
(٢) ما لا نجد
له أستاذا إذ لا سبيل للبشر إلى الوصول إليه ، ككيفية التكوين