بعد أن أقام
سبحانه الحجة على أهل الكتاب ، فذكر أنهم يعلمون أن محمدا صلى الله عليه وسلم نبى
حقّا ، وأنهم يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ، وأن جحدهم لتحويل القبلة عناد ومكابرة
، لأنه متى ثبتت نبوّته كان كل ما يفعله إنما هو عن وحي من ربه ـ ذكر هنا أن كل
أمة لها قبلة خاصة تتوجه إليها ، والواجب التسليم فيها لأمر الوحى ، وإن لم تظهر
حكمة التخصيص للناس ، وأن الواجب التسابق إلى فعل الخيرات ، والله يجازى كل عامل
بما عمل ، وأن استقبال الكعبة واجب في الصلاة في أي جهة كان المصلى ، فى البر أو
في البحر ، وأنه ينبغى لكم ألا تخشوا محاجة المشركين في القبلة ، بل اخشوا الله
ولا تعصوا له أمرا.
الإيضاح
(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ
هُوَ مُوَلِّيها) أي ولكل أمة جهة توليها في صلاتها ، فإبراهيم وإسماعيل
كانا يوليان نحو الكعبة ، وبنو إسرائيل كانوا يستقبلون صخرة بيت المقدس ،