ما أمر به من تبليغ الرسالة وقد فعل ، وعليكم ما أمرتم به من الطاعة ، فإن
أنتم لم تفعلوا وتولّيتم فقد عرّضتم أنفسكم لسخط الله وعذابه ، وإن أطعتموه فقد
خرجتم من الضلال إلى الهدى ، فالنفع والضرر عائدان إليكم.
(وَإِنْ تُطِيعُوهُ
تَهْتَدُوا ، وَما عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِينُ) أي وإن تطيعوا الرسول فيما أمركم به ونهاكم عنه ـ تهتدوا
إلى الحق الموصّل إلى كل خير ، المنجّى من كل شر ، وما الرسول إلا ناصح وهاد
ومبلّغ لكم ، فإن أطعتموه لحظوظ أنفسكم أصبتم طريق الصواب ، وإن خالفتموه أوقعتم
أنفسكم فى الهلكة.
والخلاصة ـ إن
الرسول فعل ما يجب عليه من أداء الرسالة ، وقد بقي ما يجب عليكم أن تفعلوه.
بعد أن بيّن أن
من أطاع الرسول فقد اهتدى إلى الحق ، ومن اهتدى إلى الحق فجزاؤه دار النعيم ـ أردف
ذلك وعده الكريم بأنه سيجعل المؤمنين المطيعين لله ورسوله خلفاء فى الأرض ،
ويؤيدهم بالنصرة والإعزاز ، ويبدلهم من بعد خوفهم من العدوّ أمنا ، فيعبدون الله
وحده وهم آمنون ، ومن جحد هذه النعم من بعد ذلك فقد عصى ربه ، وكفر أنعمه.