الحديث : كل كلام
يبلغ الإنسان من جهة السمع أو الوحى فى يقظته أو فى منامه ، والمكث : الإقامة ،
آنست : أي أبصرت ، آتيكم : أجيئكم ، بقبس : أي بشعلة مقتبسة على رأس عود ونحوه ،
هدى : أي هاديا يدلنى على الطريق ، طوى : (بالضم) منونا : اسم لذلك الوادي ،
اخترتك : أي اصطفيتك ، لذكرى : أي لتكون ذاكرا لى ، أكاد أخفيها : أي أبالغ فى
إخفائها ولا أظهرها بأن أقول إنها آتية ، هواه : أي ما تهواه نفسه ، فتردى : أي
فتهلك.
المعنى
الجملي
بعد أن عظم
سبحانه كتابه والرسول الذي أنزل عليه بما كلفه به من التبليغ بالإنذار والتبشير ـ أتبع
ذلك بما يقوى قلبه من قصص الأنبياء وما فعلته أممهم معهم وكيف كانت العاقبة لهم
والنصر حليفهم ، ففى هذا سلوى له وتأسّ بهم فيما قاموا به من الذّود عن الحق مهما
أصابهم من العنت والأذى من جراء الدعوة إليه ، كما أشار إلى ذلك سبحانه بقوله : «وَكُلًّا نَقُصُّ
عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ».
وبدأ بقصص موسى
، لأن محنته كانت أشد ، فقد تحمل من المكاره ما تنوء به راسيات الجبال ، وقابل ذلك
بعزم لا يفتر ، وبقوة تفلّ الحديد.