بعد أن ردّ على
عبدة الأوثان ، وأثبت لهم بقاطع الأدلة أنهم فى ضلالهم يعمهون ، وأنهم عن الحق
معرضون ـ أردف ذلك الرد على من أثبت له الولد كاليهود الذين قالوا عزير ابن الله ،
والنصارى الذين قالوا المسيح ابن الله ، والمشركون الذين قالوا الملائكة بنات الله
، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا.
الإيضاح
(وَقالُوا اتَّخَذَ
الرَّحْمنُ وَلَداً. لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا). أي وقال الكافرون بالله : إن للرحمن ولدا ، لقد جئتم
أيها القائلون بمقالكم هذا شيئا منكرا عظيما يدل على الجرأة على الله وكمال القحة
عليه سبحانه ، وإنه ليغضبه أشد الغضب ، ويسخطه أعظم السخط.
(تَكادُ السَّماواتُ
يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ) أي إن السموات ، تكاد تتشقق منه لشدة هوله ، وعظم شأنه
، وكما لا ينفع مع الشرك إحسان المشرك. نرجو أن يغفر الله ذنوب الموحدين.
(وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ) أي تخسف بهم.
(وَتَخِرُّ الْجِبالُ
هَدًّا) أي تسقط وتنهد هدا ، فتنطبق عليهم ، روى عن ابن عباس
أنه قال : إن الشرك فزعت منه السموات والأرض والجبال وجميع الخلائق إلا الثقلين ،
وكادت تزول منه ، لعظمة الله وكماله.
وقصارى ذلك ـ إن
هذه الكلمة الشنعاء لو صوّرت بصورة محسوسة لم تتحملها هذه الأجرام العظام ، وتفرقت
أجزاؤها من شدتها.
وفى ذلك تنبيه
إلى غضب الله تعالى على قائل هذه الكلمة ، وأنه لو لا حلمه سبحانه لهلك.