أطلع الغيب؟ من
قولهم اطلع الجبل إذا ارتقى إلى أعلاه : أي أظهر له علم الغيب؟ عهدا : أي عملا
صالحا ، كلا : كلمة زجر وتنبيه إلى الخطأ ، سنكتب ما يقول : أي سنظهر له أنا كتبنا
، ونمد له من العذاب : أي سنطيل له العذاب الذي يستحقه ونرثه ما يقول : أي نسلب
ذلك منه بموته ونأخذه أخذ الوارث ما يرثه ، والمراد بما يقول مدلوله ومصداقه ، وهو
ما أوتيه فى الدنيا من المال والولد ، فردا : أي لا يصحبه مال ولا ولد.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه الدلائل على صحة البعث ، ثم أورد شبه المنكرين له وأجاب عنها بما فيه مقنع
لكل ذى لب ـ قفّى على ذلك بذكر مقالتهم التي قالوها استهزاء وطعنا فى القول بالحشر
والبعث.
أخرج البخاري
ومسلم والترمذي والطبراني وابن حبان عن خبّاب بن الأرت قال : «كنت رجلا قينا (حدادا)
وكان لى على العاص بن وائل دين فأتيته أتقاضاه فقال لا والله لا أقضيك حتى تكفر
بمحمد ، فقلت لا والله لا أكفر بمحمد صلّى الله عليه وسلّم حتى تموت ثم تبعث ، قال
فإنى إذ متّ ثم بعثت جئتنى ولى ثمّ مال وولد فأعطيك ، فأنزل الله تعالى : أفرأيت
الآية».
الإيضاح
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي
كَفَرَ بِآياتِنا وَقالَ لَأُوتَيَنَّ مالاً وَوَلَداً) أي انظر إلى حال هذا الكافر ، وأعجب من مقالته الشنيعة
، وجرأته على الله ، إذ قال لأعطينّ فى الآخرة مالا وولدا.
ولما كان ما
ادعاه لا يحصل له العلم له إلا بأحد أمرين ـ الاطلاع على الغيب أو اتخاذ العهد ـ ولم
يحصل له واحد منهما ، فتكون دعوى لا برهان عليها ، وهذا ما عناه سبحانه بقوله :