(رَبُّ السَّماواتِ
وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما) فلا يجوز عليه النسيان ، فإن من بيده ملكوت كل شىء ،
كيف يتصور أن تحوم حوله الغفلة والنسيان.
ثم بين ما
ينبغى لرسوله أن يفعله بعد أن عرف هذا فقال : (فَاعْبُدْهُ
وَاصْطَبِرْ لِعِبادَتِهِ) أي وإذ قد علمت أنه الرب المسيطر على ما فى السموات
والأرض وما بينهما ، القابض على أعنّتهما ، فاعبده ودم على مشاقّ العبادة وشدائدها
، وإياك أن يصدّك عنها ما يحدث من إبطاء الوحى وتقوّل المشركين الخرّاصين عن سببه
: ثم أكد الأمر بالعبادة بقوله :
(هل تعلم له
سميا؟) أي هل تعلم له شبيها ومثلا يقتضى العبادة لكونه منعما متفضلا بجليل النعم
وحقيرها ، ومن ثم يجب تعظيمه غاية التعظيم بالاعتراف بربوبيته ، والخضوع لسلطانه؟.