(إِلَّا مَنْ تابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ) أي لكن من أنابوا إلى ربهم ، وأقلعوا عن ذنبهم ، وآمنوا
بالله ورسوله وأطاعوه فيما أمر به وأدّوا فرائضه ، فأولئك يدخلهم ربهم جناته ،
ويغفر لهم حوباتهم ، فالتوبة تجبّ ما قبلها كما جاء فى الحديث «التائب من الذنب
كمن لا ذنب له».
(وَلا يُظْلَمُونَ
شَيْئاً) أي ولا ينقصون شيئا من ثواب أعمالهم ، إذ أفعالهم
السابقة ذهبت هباء ، وصارت نسيا منسيا بكرم اللطيف الخبير ، وعظيم حلمه على عباده.
ولما ذكر أن
التائب يدخل الجنة وصف هذه الجنة بأمور فقال :
جنات عدن : أي
جنات إقامة ، وهذا وصف لها بالدوام ، بالغيب : أي وهى غائبة عنهم ، وعده ، أي ما
وعد به من الجنات : مأتيا ، أي يأتيه من وعد به لا محالة ، لغوا أي فضولا من
الكلام لا طائل تحته ، سلاما : أي سلاما من الله أو من الملائكة.
المعنى
الجملي
لما ذكر أنه
سبحانه يدخل التائبين الجنة ـ وصف هذه الجنة بجملة أوصاف كلها غاية فى تعظيم أمرها
، وشريف قدرها ، وجليل خطرها.
الإيضاح
أوصاف هذه
الجنة :
(١) (جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمنُ
عِبادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا) أي هذه الجنات هى جنات إقامة دائمة لا كجنات الدنيا ،
وقد وعد بها المتقين وهى غائبة عنهم لم يشاهدوها ، ووعد الله لا يخلف ، فهم آتوها
لا محالة.