(إِذا تُتْلى
عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا) أي إذا تتلى على هؤلاء الأنبياء الذين أنعم الله عليهم
أدلة الله وحججه التي أنزلها عليهم فى كتبه ـ خروا لله سجدا استكانة له وتذللا ،
وخضوعا لأمره وانقيادا له ، وهم باكون خشية منه وحذرا من عقابه.
قال صالح
المرّى : قرأت القرآن على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فى المنام فقال : يا
صالح هذه القراءة فأين البكاء؟ وفى الحديث «اتلوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا
فتباكوا» وعن ابن عباس : إذا قرأتم سجدة سبحان فلا تعجلوا بالسجود حتى تبكوا ، فإن
لم تبك عين أحدكم فليبك قلبه».
وقصارى ذلك ـ إنه
سبحانه أبان علوّ أمرهم فى الدين والنسب والقرب منه.
الخلف : (بسكون
اللام) عقب السوء ، ويقال لعقب الخير والصدق خلف (بفتح اللام) ، أضاعوا الصلاة :
أي تركوها بتاتا ، اتبعوا الشهوات : أي انهمكوا فى المعاصي واللذات ، غيّا : أي
ضلالا ، والمراد يلقون جزاءه فى نار جهنم.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه حزب السعداء وهم الأنبياء ومن تبعهم بإحسان ممن قاموا بحدود الدين فاتبعوا
أوامره وأدّوا فرائضه وتركوا نواهيه ـ أردف هذا ذكر من