قول الحق : أي
قول الصدق الذي لا شبهة فيه ، يمترون : أي يشكّون ويتنازعون ، ما كان لله أن يتخذ
من ولد. أي ما ينبغى ولا يصح أن يجعل له ولدا ، صراط مستقيم : أي طريق لا يضل
سالكه ، الأحزاب : فرق النصارى الثلاث ، مشهد : أي شهود وحضور ، يوم عظيم : هو يوم
القيامة ، اليوم : أي فى الدنيا ، يوم الحسرة ، هو يوم القيامة حين يندم الناس على
ما فرّطوا فى جنب الله ، قضى الأمر : أي فرغ من الحساب.
الإيضاح
(ذلِكَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ) أي ذلك الذي فصّلت نبوّته ، وذكرت مناقبه وأوصافه ، هو
عيسى بن مريم ، نقول ذلك قول الصدق الذي لا ريب فيه ، لا كما يقول اليهود من أنه
ساحر وحاشاه ، ولا كما تقول طائفة من النصارى إنه ابن الله ، ولا كما تزعم طائفة
أخرى أنه هو الله ، ويخلعون عليه من صفات الألوهية ما هو منه براء.
ثم أكد ما دل
عليه سابق الكلام من كونه ابنا لمريم لا لغيرها بقوله :
(ما كانَ لِلَّهِ أَنْ
يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ) أي لا يليق بحكمة الله وكمال ألوهيته أن يتخذ الولد
لأنه لو أراده لخلقه بقول «كن» فلا حمل ولا ولادة ، ولأن الولد إنما يرغب فيه ،
ليكون حافظا لأبيه يعوله وهو حىّ ، وذكرا له بعد الموت ، والله تعالى لا يحتاج إلى
شىء من ذلك ؛ لعالم كله خاضع له ، لا حاجة له إلى ولد ينفعه ، وهو حى أبدا.