أن ينقض : أي يسقط بسرعة ، وقد كثر فى كلامهم إسناد ما يكون من أفعال
العقلاء إلى غيرهم كما قال :
يريد الرمح
صدر أبى براء
ويعدل عن
دماء بنى عقيل
أقامه : أي
مسحه بيده فقام كما روى عن ابن عباس ، والتأويل : من آل الأمر إلى كذا : أي صار
إليه ، فإذا قيل ما تأويله : أي ما مصيره.
المعنى
الجملي
لا يزال الكلام
متصلا فى قصص موسى والخضر عليهما السلام ، ولكن لوحظ فى تقسيم القرآن الكريم إلى
أجزائه الثلاثين جانب اللفظ لا جانب المعنى ، ولذا تجد نهاية جزء وبداءة آخر حيث
لا يزال الكلام فى معنى واحد لم يتم بعد كما هنا.
الإيضاح
(قالَ : أَلَمْ أَقُلْ
لَكَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً) زاد كلمة (لك) على سابقه لتشديد العتاب على رفض الوصية
، ووسمه بقلة الصبر والثبات حين تكرر منه الاشمئزاز والاستكبار مع عدم الارعواء
بالتذكير أول مرة.
قال البغوي :
روى أن يوشع كان يقول لموسى : اذكر العهد الذي أنت عليه.
(قالَ إِنْ سَأَلْتُكَ
عَنْ شَيْءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي) أي قال موسى عليه السلام للخضر : إن سألتك عن شىء بعدها
من عجيب أفعالك التي أشاهدها وطلبت منك بيان حكمته ، فضلا عن المناقشة والاعتراض
عليه ، فلا تجعلنى لك صاحبا.
(قَدْ بَلَغْتَ مِنْ
لَدُنِّي عُذْراً) أي قد بلغت الغاية التي تعذر بسببها فى فراقى ، إذ
خالفتك مرة بعد أخرى ، وهذا كلام نادم أشد الندم قد اضطر ، الحال إلى الاعتراف ،
وسلوك سبيل الإنصاف.
وقد روى فى
الصحيح عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنه قال : «رحمة الله علينا وعلى موسى ، لو
صبر على صاحبه لرأى العجب ، لكن أخذته من صاحبه ذمامة (حياء