(فَأَوْحى إِلَيْهِمْ
أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا) أي فأومأ إليهم وأشار كما جاء فى الآية الأخرى «إِلَّا رَمْزاً» أي سبحوا الله ونزهوه عن الشريك والولد ، وعن كل نقص
طرفى النهار.
وقد كان أخبرهم
بما بشر به قبل وجود الآية ، فلما تعذّر عليه الكلام أشار إليهم بحصول ما بشّر به
من ذلك الأمر العجيب فى مجرى العادة فسرّوا به.
الكتاب : هو التوراة
، والقوة : الجد والاجتهاد ، والحكم والحكمة : الفقه فى الدين ، وحنانا : أي عطفا
على الناس ، وزكاة : أي طهارة من الذنوب والآثام ، تقيا : أي مطيعا لأمر ربه ،
منتهيا عما نهى عنه ، وبرا بوالديه : أي كثير البر والإحسان إليهما ، جبارا : أي
متعاليا عن قبول الحق والإذعان له ، عصيا : أي مخالفا أمر مولاه ، سلام : أي أمان
من الله عليه.
المعنى
الجملي
بعد أن ذكر
سبحانه دعاء زكريا ربه أن يهبه غلاما سريا ، وذكر أنه أجاب طلبه وجعل لذلك أمارة
يعلم منها وقت الحمل به ـ ذكر هنا أنه بعد أن ظهر ذلك المولود إلى عالم الوجود وترعرع
ونما ، أمره بالجد والعمل لطاعته ، وجعله برّا بوالديه ، لا يعصى أوامر ربه ، ولا
يتعالى عن قبول الحق.