responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 16  صفحه : 36

عن مباضعة النساء ، أبأن تقوّينى على ما ضعفت عنه من ذلك ، وتجعل زوجى ولودا وأنت القادر على ما تشاء ، أم بأن أتزوج زوجا غير تلك العاقر؟

وخلاصة ذلك ـ إنه يستثبت ربه الخبر عن الوجه الذي يكون من قبله الولد الذي بشره به ، لا إنكار منه لذلك وكيف يكون منه الإنكار لذلك وهو المبتدئ مسألة ربه به بقوله : فهب لى من لدنك وليا.

وإجمال المعنى ـ إنه تعجب حين أجيب إلى ما سأل وبشّر بالولد ، وفرح فرحا شديدا وسأل عن الوجه الذي يأتيه منه الولد ، مع أن امرأته عاقر لم تلد من أول عمرها ، والآن قد كبرت وهو قد كبر وعتا : أي يبس عظمه ونحل ولم يبق له قدرة على قربان النساء ، وكأنّه يقول : إنى حين كنت شابا وكهلا لم أرزق الولد لاختلال أحد السببين وهو عقم المرأة ، أفحين اختل السببان أرزقه؟

(قالَ كَذلِكَ) أي قال الله تعالى : الأمر كما قلت ، فسنهب لك الولد مع ما أنتما عليه من العقم والشيخوخة.

ثم علل هذا بقوله :

(قالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ) أي قال ربك الذي عوّدك الإحسان : خلق ولد منكما على هذه الحال هيّن ، فإنى إذا أردت شيئا كان دون توقف على الأسباب العادية التي رسمتها للحمل والولادة.

ثم ذكر له ما هو أعجب مما سأل عنه فقال :

(وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً) أي وليس خلق الغلام الذي وعدتك أن أهبه لك مع كبر سنك وعقم زوجك بأعجب من خلق البشر جملة من العدم ، فإن خلق آدم ما هو إلا أنموذج لسائر أفراد الجنس ، مستتبع لجريان آثاره عليه ، فإبداعه عليه السلام على هذا النمط إبداع لجميع أفراد ذريته ، والقادر على خلق الذوات والصفات من العدم المحض يكون أجدر بالقدرة على تبديل الصفات بخلق الولد من الشيخ والشيخة.

نام کتاب : تفسير المراغي نویسنده : المراغي، أحمد مصطفى    جلد : 16  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست